تعرّف على أسباب ارتفاع أسعار إنتاج النفط

تعرّف على أسباب ارتفاع أسعار إنتاج النفط

إن تكلفة إنتاج تكلفة انتاج برميل النفط في منطقة الشرق الأوسط هي الأقل في العالم نظرًا إلى موقع المنطقة الجغرافي وكبر حجم الحقول. وبرغم تراجع التكاليف الاستثمارية لإنتاج النفط في دول منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» عنها خارج المنظمة، فإن الظروف السياسية والأمنية في دول الشرق الأوسط وفي العالم أجمع أدت إلى ارتفاع أسعار إنتاج النفط أكثر بكثير من ذي قبل.

ومن حيث تكلفة الإنتاج، تنقسم تكلفة تكرير برميل النفط إلى نوعين من التكاليف: تكاليف ثابتة، وتكاليف متغيرة. ويختلف متوسط التكلفة الإجمالية من بلد إلى آخر، وتعتبر أقل تكلفة لتكرير البترول في السعودية، حيث تتراوح تكلفة تكرير البترول 3 دولار، كما أن تكلفة النفقات الرأسمالية في تكرير وإنتاج برميل النفط تصل إلى 4.9 دولار، فالسعودية تتمتع بطبيعة جيولوجية تسهّل من عملية استخراج البترول.

ارتفاع أسعار إنتاج النفط

يُعزى ارتفاع أسعار إنتاج النفط إلى العديد من الأسباب منها:

  1. إن استخراج النفط من الحقول البحرية والمياه العميقة أغلى بكثير من استخراجه من الحقول البرية لصعوبة الوصول إليها، حيث أن تكلفة إنتاج النفط من المياه العميقة في نيجيريا على سبيل المثال تصل نحو 30 دولارًا للبرميل مقارنة مع تكاليف استخراج النفط من الحقول البرية والمقدرة بنحو 15 دولارا.
  2. يرجع أيضًا ارتفاع أسعار إنتاج النفط إلى إن التكاليف الاستثمارية لشركات النفط الدولية بدأت تتزايد بشكل كبير قد يتخطى العوائد المحصلة من عمليات التشغيل والإنتاج أحيانا.
  3. كذلك يرجع ارتفاع أسعار إنتاج النفط في العادة إلى التضخم في صناعة التنقيب والإنتاج، ويأتي ذلك من طبيعة التنقيب عن النفط وتطويره التي تعتمد بقوة على رأس المال والمهارة.
  4. كما أن هناك العديد من الشركات التي تتعرض إلى عمليات هجومية مسلحة في عدد من الدول الكبرى المنتجة للنفط، ما يجعل هناك تكلفة مرتفعة لتأمين مخاطر النفط ويزيد من التكلفة الإجمالية لإنتاجه.

أسباب ارتفاع أسعار النفط

يواصل سعر النفط في الارتفاع مع بداية العام الحالي، حيث سجلت الأسعار يوم الأحد 15 يناير 2023 أعلى زيادة أسبوعية منذ ثلاثة أشهر خلال الأسبوع الأخير، وبلغ سعر خام برنت 85.28 دولارًا للبرميل، ولكن هذا السعر يعتبر أقل بكثير من مستوى أسعار النفط العالمية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث كسر سعر النفط حاجز الـ 120 دولارا للبرميل. 

وكما هو معروف، فإن النفط عبارة عن سلعة يتحدد سعرها حسب قانون العرض والطلب، ويتمثل العرض في الشركات التي تستخرج النفط، بينما يأتي الطلب من شركات التكرير التي تحوّل النفط الخام إلى منتجات يمكن استخدامها من قبل العملاء النهائيين (الوقود، والمواد القابلة للاحتراق، والمواد الخام لصناعة البتروكيماويات). 

وسنوضح هنا أهم أسباب ارتفاع أسعار النفط 

  1. العرض والطلب:

تعتبر منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)؛ المكونة من 13 دولة من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم؛ وهي المسيطرة على 40٪ من إمداد العالم من النفط، وبالتالي إذا قررت إحدى دول الأوبك ضخ المزيد من النفط الخام من مصادرها الطبيعية، فإن المعروض الكلي من النفط سيزداد.

كما إن تحالف “أوبك+” الذي يضم الدول الـ 13 أعضاء من منظمة (أوبك) بقيادة السعودية، إلى جانب حلفائها العشرة بقيادة روسيا، قرروا الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية، حيث تم الاتفاق على الإبقاء على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم حتى نهاية العام 2023.

  1. تخفيف الصين لقيود كوفيد – 19، حيث أن الطلب المرتفع الذي من المتوقع أن تشهده الصين بعد رفع الإجراءات، قد يكون هائلا، مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب ليصل إلى ما لا يقل عن مليون برميل يوميا، مما قد يحدث فرقًا بين توقعات سعر النفط من 95 دولاراً إلى 105 دولارات مقابل 120 دولارا إلى 130 دولارا.

توقعات سعر النفط الخام

يرى كثير من المحللين إن عام 2023 سيشهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعار النفط قد تصل إلى 110 دولارات للبرميل الواحد.

وقد أوضح الخبير في شؤون الطاقة “سيريل وودرشوفن” إن هناك مؤشرات لزيادة أسعار النفط الخام والمشتقات النفطية بقوة، حتى إن تحالف “أوبك+” ما زال يشعر بالقلق، والتخلص من المخزون الروسي قد يدفع أوبك لزيادة الإنتاج. وقد توقع “وودرشوفن” حدوث زيادة في الأسعار، موضحًا أن مخاوف الركود الاقتصادي ما زالت قائمة”.

وخلال الأشهر الـ 3 الأولى من عام 2023، هناك توقعات بزيادة محتملة في سعر خام برنت إلى 90-95 دولارًا للبرميل، لكن ما سيحدث بعد ذلك سيعتمد على العوامل الجيوسياسية أو الأوضاع الاقتصادية الصعبة، من وجهة نظره.

آثار ارتفاع أسعار النفط

من آثار ارتفاع أسعار النفط هو ارتفاع الأسعار لدى المستهلكين في جميع أنحاء العالم بداية من عام 2022، ممّا دفع معدلات التضخم إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود وزيادة التوترات السياسية. 

وتظهر آثار ارتفاع أسعارالنفط في بعض البلدان المستهلكة على الشكل التالي: ارتفاع تكاليف الشحن وسلاسل الإمداد، وبالتالي ارتفاع أسعار الواردات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات التضخم.كما أثر ارتفاع أسعار النفط على بعض دول الخليج المنتجة للنفط مثل السعودية، حيث نتج عن ارتفاع أسعار النفط زيادة الإنفاق الحكومي، مما أدى إلى زيادة النمو. كما أن بعض الدول تحاول ألّا يعتمد اقتصادها على النفط بشكل أساسي وتتجه إلى تنويع الاقتصاد.

المصادر:
https://trendsresearch.org/ar/insight/opec-plus-and-the-reduction-of-oil-production/

https://arabic.euronews.com/2022/12/05/oil-prices-are-likely-to-be-much-higher-in-2023-china-russia-eu-sanctions-opec

https://www.petroleum.gov.eg/ar-eg/media-center/news/Pages/international-petrol-prices.aspx

https://www.almrsal.com/post/1232716

https://www.uae71.com/posts/4508

https://attaqa.net/2023/01/03/%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%81%D9%8A-2023-%D9%88%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89-%D9%82%D8%AF-%D9%8A/